لماذا يعود مسمار القدم باستمرار أسفل كرة القدم (باطن القدم الأمامي)؟

لماذا يعود مسمار القدم باستمرار أسفل كرة القدم (باطن القدم الأمامي)؟

يُعدّ مسمار القدم المستمر تحت كرة القدم، وخاصة تحت رأس العظم المشطي الثاني أو الثالث، من أكثر مشاكل القدم إزعاجًا. يشعر الكثيرون بالإحباط عندما يعود المسمار بعد أسابيع قليلة من إزالته. من الطبيعي أن يتساءل المرء عما إذا كان من الممكن “استئصاله نهائيًا”، ولكن لإيقاف عودته، يجب أولًا أن نفهم سبب تشكّله من البداية.

لماذا يتكوّن مسمار القدم أسفل رؤوس العظام المشطية

توجد أسفل كرة القدم خمسة عظام مشطية طويلة ورفيعة. تشبه هذه العظام الأقلام ذات النهايات المستديرة، وتستقر عادة في طبقة من العضلات والأنسجة الدهنية الليفية التي تمتص الصدمات أثناء المشي.

لكن في بعض الأحيان، قد ينزلق أحد هذه العظام (غالبًا الثاني أو الثالث) إلى الأمام وينخفض إلى الأسفل. عندما يحدث ذلك، يضغط رأس العظم بشدة على الجلد، مثل حصاة تحاول اختراق نعل الحذاء.
تكون الاستجابة الطبيعية للجسم هي تكوين طبقات من الجلد السميك (الجلد المتقرن أو الكالو) لحماية الجلد من التقرّح أو الانفتاح.

وعندما تصبح الضغوط شديدة جدًا، يُنتج الجسم مسمار قدم صلب مكوَّن من الكيراتين، يظهر على شكل كتلة صفراء كثيفة ذات شكل ماسي، لتعمل كدرع يحمي الأنسجة من التلف الأعمق.

لماذا يعود المسمار من جديد

حتى إذا قام اختصاصي الأقدام (البودياتريست) بإزالة المسمار، فإن موضع العظم الأساسي يظل خاطئًا. وبما أن الضغط لا يزال قائمًا، يستمر الجسم في حماية نفسه بتكوين مسمار جديد.
عادةً ما يعود المسمار خلال دورة نمو جلدية واحدة — أي كل حوالي أربعة أسابيع. ما لم يُصحَّح موضع العظم المشطي، سيستمر المسمار في الظهور بشكل متكرر إلى أجل غير مسمى.

الطريقة الصحيحة لإيقاف المشكلة

العلاج الأمثل هو العلاج بالأحذية التقويمية (الأورثوتيك). تعمل هذه الأجهزة التقويمية المخصصة مثل تقويم الأسنان، حيث ترفع وتعيد محاذاة العظم المشطي المنخفض تدريجيًا إلى مكانه الصحيح.
يساعد ذلك في توزيع الضغط بالتساوي عبر كرة القدم، مما يسمح للمسمار بالاختفاء تدريجيًا.

وكما تحتاج تقويمات الأسنان إلى وقت لتحريك السن، يتطلب العلاج بالأورثوتيك عادةً من أربعة إلى ستة أشهر من الاستخدام المنتظم قبل ملاحظة التحسّن الدائم.
حتى بعد إعادة العظم إلى مكانه الطبيعي، قد يستمر الجلد في تكوين بعض التقرّن خلال عدة دورات جلدية كجزء من آلية الحماية الطبيعية، وهذا أمر طبيعي تمامًا.

لماذا الجراحة ليست الحل

لا يُنصح باستئصال مسمار القدم جراحيًا. فالمسمار الصلب بحد ذاته هو استجابة وقائية من الجسم.
إزالته جراحيًا قد تؤدي إلى تلف الأنسجة السليمة، أو تكوين نسيج ندبي، أو حتى مسمار عصبي وعائي، وهو أكثر ألمًا وصعوبة في العلاج.

الخلاصة

المسمار الذي يعود باستمرار ليس مشكلة جلدية، بل هو نتيجة ضغط ميكانيكي. الحل طويل الأمد هو تصحيح مصدر الضغط بإعادة المحاذاة التقويمية، وليس الاستمرار في إزالة المسمار.

إذا كنت تعاني من مسمار قدم متكرر تحت كرة القدم، فاستشر اختصاصي أقدام (Podiatrist) يمكنه تقييم ميكانيكية القدم لديك، وتصميم دعامة تقويمية مخصصة، لمساعدتك على استعادة الراحة الدائمة.

للمزيد من المعلومات أو لحجز موعد، يُرجى الاتصال على:
📞 ‎+٩٧١ ٤ ٣٤٣٥٣٩٠
📱 واتساب: ٩٧١٥٠٣٥٥٣٠٢٤